التخطي إلى المحتوى الرئيسي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد .
فهذا من مجالس توسعة عاشوراء 1440
ويختلف عن مجلس السباعيات (السنة) 
// فالسباعيات أسبوعية يوما واحدا كل أسبوع .
أما هذا فقد يكون يوميا أو أقل .
//والسباعيات تدور بين كتاب ومسائل .
أما هذا فسيكون كتاب النصيحة الجديدة وما حولها من مسائل
إن شاء الله تعالى .
// هذا ولا غنى لأحد عن مشورة .
وشرطه كشرط غيره
من يريد التعقيب والاستفسار فعلى الخاص .

السنة .
الفتن .
روى البزار عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال :
(لَيَدْخُلَنَّ أميرُ فتنَةٍ الجنَّةَ ولَيَدْخُلَنَّ من مَعَهُ النارَ).
موقوفا ومرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والموقوف أصح سندا .
ولكنه موقوف اللفظ مرفوع الحكم .
ومعنى هذا الحديث من أصول الشرع التي لا يستغني مسلم عن العلم بها بل لا يستغني بشر !
فإن فتنة
الذين اتبعوا (المتبوعين)
والذين اتبعوا (التابعين)
من أعظم الفتن .
فمن يتبع على بصيرة فقد نجا هو ومتبوعه .
ومن يتبع على عصبية حذره منها    متبوعه هلك هو ونجا متبوعه.
روى البخاري عن أَبي مَرْيَمَ عَبْد اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الأَسَدِيُّ ، قَالَ : لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى البَصْرَةِ ، بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، فَقَدِمَا عَلَيْنَا الكُوفَةَ ، فَصَعِدَا المِنْبَرَ ، فَكَانَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوْقَ المِنْبَرِ فِي أَعْلاَهُ ، وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنَ الحَسَنِ ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ ، فَسَمِعْتُ عَمَّارًا ، يَقُولُ :
إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى البَصْرَةِ ، وَوَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ابْتَلاَكُمْ ، لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ).
وكذلك طلحة والزبير رضي الله عنهما بشرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ورجع الزبير عن القتال .
وذكر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
(أقول لكم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتقولون : قال أبو بكر وعمر !
توشك السماء أن تمطر عليكم حجارة).
وقيل لمالك رحمه الله :
عندنا قوم بالعراق يأخذون يقول إبراهيم النخعي ويتركون قول عمر رضي الله عنه .
قال مالك :
(أرى أن يستتابوا).
وقال أحمد رحمه الله :
(لا تقلدني ولا تقلدن مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي
وخذ من حيث أخذوا   ).
وقال يحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى لمن لامه على كلامه في زلات الرواة :
(لأن يكون هؤلاء خصمائي
أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي : لماذا لم تذب الكذب عن ديني).
ومن ها هنا وجب وجوب النصيحة
( ألَا إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ
ألَا إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ
ألَا إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ )
قالوا: لِمَن يا رسولَ اللهِ؟
قال:
(للهِ ولكتابِه ولرسولِه ولأئمَّةِ المسلِمينَ وعامَّتِهم).
وجب التحذير من زلات العلماء كيلا يتخذها الحمقى تعصبا لهم دينا
وقد قال عمر رضي الله عنه:
(  هل تعرفُ ما يَهْدمُ الإسلامَ؟ ! يَهْدِمُهُ زلَّةُ العالِمِ، وجدالُ المُنافقِ بالكتابِ، وحُكمُ الأئمَّةِ المضلِّينَ).
وذكر عن معاذ رضي الله عنه :
( إياكم وثلاثةً :
زلةَ عالمٍ وجدالَ منافقٍ بالقرآنِ ودنيا تقطعُ أعناقَكم .
فأما زلةُ عالمٍ :
فإنِ اهتدى فلا تقلِّدوه دينَكم .
وإن زلَّ فلا تقطعوا عنه آمالَكم. وأما جدالُ منافقٍ بالقرآنِ :
فإن للقرآنِ منارًا كمنارِ الطريقِ فما عرفتم فخذوه .
وما أنكرتم فرُدُّوه إلى عالمِه .
وأما دنيا تقطعُ أعناقَكم :
فمَن جعل اللهُ في قلبِه غنًى فهو غنِيٌّ).

من قصيدتي النونية السنية                          في ذم العصبية الجاهلية                                                 كتبتثها اليوم الثالث عشر من المحرم 1440

كُلُّ الذُنوبِ شديدةٌ لا تَأْتِها ... فَلِأَنَّها بابٌ إلى النِّيرانِ
وكذاك في الدنيا فَخَتْمٌ طابَعٌ ... قُفْلٌ يصيرُ على القلوبِ برانِ
وأشدُّ ذلك فابتداعٌ ماحِقٌ ... يُودِي إلى كُفْرٍ سوى النُّقصان
وَصَفُوه ذا وَرَعٍ لأَدْنى شِبْهةٍ ... في مَطْعَمٍ لا ليس في الأديان
أما التعصبُ للمذاهب كلِّها ... إني أُراهُ حبائلَ الشيطان
نَصَبُوا إمامًا واحدًا لا غَيْرَهُ ... ما يَنْبَغي هذا على الإيمان
كُلٌّ فيُؤْخَذُ قَوْلُهُ أو يُتَّرَكْ ... إلا الرسولُ لربِّنا الرحمن
فهي الشهادةُ فاحْتَرِزْ مِن نَقْضِها ... وهو التعصبُ آفةُ الأزمان
إيَّاكَ مَن زَلَّ بِزَلَّةِ عالِمٍ ... ينجُو وبُئْتَ بِخَيْبَةِ الخُسْران
كُلُّ الأئمةِ حَذّروا تقليدَهم ... وتَبَرَّأُوا مِن عَثْرَةِ العُمْيان
صَنَمُ التعصبِ لا نراهُ بدارِكم ... إلا ويَصْحُبُهُ الرَّدَى بِهَوان
وهو التعصبُ للغبيِّ مباءةٌ ... ومَحَلُّ مَن ليست له أُذنان
قد قَدَّمُوا قَوْلَ الإمامِ بشرعهم ... مِن قَبْل شرع الله في الحُسْبان
فإذا أتَى مِن نازِلٍ لَجَأُوا ابتدا ... ءً للإمام ونَصِّه المتداني
تَبًّا لِمَن أَضْحَى يُقَدِّمها على ... الآثارِ والأخبارِ والقرآن 
قد أَشْبَهُوا في سَعْيِهِم إخوانَهم ... مِن سُوء أحبارٍ ومِن رهبان
فيهودُ مِلَّتِنا تراهُمْ مِنْهموا ... وكذا تراهم شِيعةَ الشيطانَ
تَبًّا لهاتيك القلوبِ فإنها ... كالمَيْتِ أُدِرِجَ داخلَ الأكفان
مِن طُولِ ما ما عَصَوُا الرسولَ فإنها ... مملوءةٌ بالزُّور والبُهْتان
ظُلْماتُ صَدْرٍ فوقَ بعضٍ قد عَلَتْ ... أقفالُها اسْتَعْصَتْ على المِعْوان
مِن كلِّ مسألةٍ تخالفُ شرعَنا ...اسْوَدَّتْ قلوبُهمُ على البهتان
هَجَرُوا الخلائقَ كلَّهم إلا الذي ... هو صاحبٌ في المذهب الحَيْرَان
لا يَرْتَضُونَ كاليهودِ سِواهُموا ... والخَلْقُ عندَهموا على البُطلان
شِيَمُ الخوارجِ قد عَلَتْ في صَوْتِهم ... فانظرْ لِصَوْلَتِهم على السلطان
لم يَنْجُ مِن أقوالهم طُرًّا سِوى ... أهلُ الحديثِ وشيعةُ القرآن
خَيْرُ المذاهبِ في المعادِ سلامةً ... أَهْلُ الحديثِ على مَمَرِّ زمَان 
هم فِرْقَةُ النَّاجِينَ طائفةُ الهُدَى ... في غُرْبَةٍ طالتْ على الأزمان
آثارُهم طُمِسَتْ فَشَمِّرْ كَيْ تَرَى ... تَجْدِيدَ آثارٍ على النِّسْيان
بالله أسألُكم وإني مُشْفِقٌ ... إني مُحَذِّرُكم من الطغيان
أَأَئِمَّةٌ كُثْرٌ تَكُونُ لهم معًا ... أَمَّن تَفَرَّدَ ما لَهُ مِن ثاني ؟!
ولقد شَهِدْتُ بأنَّ ربي واحدٌ ... ومحمدُ المبعوث بالفرقان
كُلُّ الصحابة عندنا لَأَئِمَّةٌ ... وكذاك تابِعُهُم على الإحسان
سُفيانُ أوزاعٍ ولَيْثٌ مالكٌ ... وكذاك دونَ تعصبٍ شَيْبَاني
والشافِعِيُّ الحَنْظَلِيُّ إمامُنا ... وابُن المباركِ غابِرَ الأزمان
كُلٌّ لهُ في القلب مَنزِلَةٌ بلا ... عصبيةٍ تُودي إلى الخِذْلان
شَتَّانَ بين العَسْكَرَيْنِ فمَن يكن ... مُتَحَيِّرًا فَلْيَنْظُرِ الفئتان
واثْبُتْ وكُنْ مِن تَحْتِ رَاياتِ الهُدَى ... واصْبَرْ فنَصْرُ الله ربِّك داني
وادْرَأْ بلفْظِ النَّصِ في نَحْرِ العِدا ... وارْجُمْهُموا بِسُنَّةٍ وقُران
لا تَخْشَ كثرتَهم فهم هَمَجُ الورى ... وذُبابُهُ أتخافُ مِن ذُبَّان ؟!
واشْغَلْهُمُ عند الجدالِ ببَعْضِهم ... بَعْضًا فذاك الحَزْمُ للفِرسان
وتَعَرَّ مِن ثَوْبَيْن مَن يَرضاهما ... يَلْقَى الرَّدَى بمَذَمَّةٍ وهوان
ثَوْبٌ مِن الجهل المُرَكَّبِ فَوْقَهُ ... ثَوْبُ التَّعَصُّبِ بِئْسَتِ الثَّوْبان
ما كان من أَمْرٍ لَدَيْهِمْ جادَلُوا ... كَيْ يَدْحَضُوا حَقًّا بلا بُرْهَان
أو كان مِن حقٍّ أرادُوا باطلاً ... فكذاك أَمْرُهُمُوا إلى البُطْلان
ضَمَّنْتُ من نونيةٍ سَبَقَتْ لنا ... فالخَطْبُ مشتبهٌ على الأحيان
والحقُّ منصورٌ ومُمْتَحَنٌ فلا ... تَعْجَبْ فهذي سُنَّةُ الرحمن
لا زالَ طائفةُ الهُدَى منصورةً ... مَهْمَا تَجّنَّى باطلاً ذا الجاني
لا أَرْتَضِي حَكَمًا سِوى ربي لِيَحْـ .. ـكُمَ بَيْنَنا حَكَمًا عَظيمَ الشان
خاصَمَتْهمْ حاكَمْتُهمْ أنَظَرْتُهُمْ ... حتى يقومَ الخلقُ للرحمن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قال الشيخ محمود الحداد لا تكن خارجيا

لا تكن خارجيا  من حيث لا تشعر ! الحق والواجب ! ما من أحد  إلا لك حق عنده إلا عليك حق له  فالذي لك حق والذي عليك يسمونه : واجب   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حَقُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ سِتٌّ  إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ  وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ) . وفي رواية  (خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتبًاع الجنازة) . هي حق له هي واجب عليك . والأصل أمران  1 / تؤدي ما عليك كما تحب أن تأخذ الذي لك قال الله تعالى : وَیۡلࣱ لِّلۡمُطَفِّفِینَ ٱلَّذِینَ إِذَا ٱكۡتَالُوا۟ عَلَى ٱلنَّاسِ یَسۡتَوۡفُون. وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو وَّزَنُوهُمۡ یُخۡسِرُونَ [المطففين ١ - ٣] وَلَا تَیَمَّمُوا۟ ٱلۡخَبِیثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بِـَٔاخِذِیهِ إِلَّاۤ أَن تُغۡمِضُوا۟ فِیهِۚ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ حَمِیدٌ [البقرة ٢٦٧] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتّى يُ...

التحفظ . حنفي وحنفية

المعنى . النسبة في المذهب إلى أبي حنيفة . المنع . المعروف في كتاب الأنساب السمعاني وغيره بل في لسان أهل الحديث نسبة الرأي  فيقال :  فلان الرأي  كما قيل في  ربيعة الرأي هلال الرأي  أو  فلان الرائي أو  من أهل الرأي . والمعروف في نسبة الحنفي قديما هو النسبة إلى بني حنيفة . الجواز . كما يقال في النسبة للمذاهب الأخرى بأصحابها المالكية والشافعية والحنبلية . الفصل . من حيث اللغة يجوز . من حيث طريقة أهل الحديث فقد تركوا هذا الجواز اللغوي .

الأحناف

التحفظ . الأحناف . المعنى . أتباع مذهب أهل الرأي نسبة لإمامهم أبي حنيفة .  المنع . الأحناف جمع ( أحنف ) والأحنف : الشخص الذي في رِجله ميل . فهذا لغة . وأيضا لا أصل لهذا اللفظ في الاستعمال في هذا المعنى عند العرب . والصواب أن يُقال عند إرادة النسبة إلى أبي حنيفة :  هو حنفي وهم حنفية .  تماما كما هو معروف عند إله ب في النسبة إلى بني حنيفة . وهذا على سبيل المساواة في النسبة مع بقية المذاهب ونسبتها إلى أصحابها  المالكية والشافعية والحنبلية .